طائرات إسرائيلية تدمر منظومة الطاقة في مستشفى للأطفال بغزة

طائرات إسرائيلية تدمر منظومة الطاقة في مستشفى للأطفال بغزة
جنود إسرائيليون في غزة

دمرت طائرات الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منظومة الألواح الشمسية المخصصة لتوليد الكهرباء فوق سطح مستشفى الدرة للأطفال شرق مدينة غزة، ضمن تصعيد مستمر يستهدف البنية الصحية في القطاع المحاصر منذ أكثر من 18 شهراً.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان عبر قناتها الرسمية على تطبيق «تليغرام»، أن القصف الإسرائيلي ألحق أضراراً مباشرة وخطيرة بمنظومة الطاقة البديلة، وتسبب في تدمير قسم العناية المركزة داخل المستشفى، مما يهدد حياة الأطفال الذين يعتمدون على الأجهزة الطبية الحيوية.

وأكدت الوزارة أن الجيش الإسرائيلي "لم يكتفِ بمنع الغذاء والدواء عن أطفال غزة، بل يُمعن في حرمانهم من الحياة نفسها"، معتبرة أن هذا الاستهداف "يُشكل جريمة حرب متكررة"، وجددت مطالبتها للمجتمع الدولي والهيئات الحقوقية والإنسانية "بتوفير حماية فورية للمرافق الطبية وتجريم هذا العدوان الممنهج ضدها".

جزء من سياسة ممنهجة

ويأتي هذا القصف ضمن سلسلة طويلة من الهجمات التي نفذتها قوات الجيش الإسرائيلي ضد المستشفيات والمراكز الطبية والصحفية والتعليمية في غزة، منذ اندلاع الحرب الشاملة في أكتوبر 2023، والتي صنفتها جهات حقوقية دولية كحملة "إبادة جماعية ممنهجة" ضد المدنيين في القطاع.

ومنذ بدء العدوان، استهدفت إسرائيل بشكل متكرر مستشفيات كـ"الشفاء"، و"القدس"، و"الإندونيسي"، و"ناصر"، مخلفة دماراً واسعاً، واستخدمت سياسة الحصار الطبي والتجويع كأداة حرب ضد أكثر من مليوني فلسطيني داخل القطاع.

وبحسب إحصاءات رسمية فلسطينية، بلغ عدد الشهداء في غزة منذ أكتوبر 2023 أكثر من 51 ألفًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما تعرضت البنية التحتية لدمار شبه شامل، شمل المدارس، والجامعات، والمخابز، والمراكز الطبية، والملاجئ التابعة للأمم المتحدة.

ويُعد استهداف مستشفى الدرة للأطفال جريمة مزدوجة وفقاً للقانون الدولي الإنساني، لكونه منشأة طبية ومدنية لا يجوز المساس بها أثناء النزاعات المسلحة، ويُشكل انتهاكاً صريحاً لاتفاقيات جنيف التي تحظر الهجمات على المرافق الطبية أو استخدامها كأهداف عسكرية.

صمت دولي مخيف

ورغم التوثيق المتكرر لانتهاكات الجيش الإسرائيلي بحق المؤسسات الصحية، فإن المجتمع الدولي ما زال عاجزاً عن فرض أي عقوبات أو مساءلة قانونية بحق إسرائيل، في ظل استخدام الفيتو الأمريكي المتكرر في مجلس الأمن، ما يترك الفلسطينيين فريسة للآلة العسكرية دون حماية أو محاسبة.

وجددت وزارة الصحة مطالبتها للمنظمات الأممية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، بضرورة التدخل العاجل لإعادة تشغيل المستشفيات المعطلة، وتوفير مولدات طاقة بديلة، وتأمين ممرات إنسانية فعالة لإدخال المعدات الطبية والوقود والكوادر الصحية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية